سليمان العيسى نشيد الحوريات بقايا رحلة نهرية في شط العرب. *** الحوريات: من أجنحةِ الغيم الأزرقْ من أحداقِ الزهرِ من ألفِ شراعٍ يتألقْ من أحضان النهرِ نتحدّرُ نحنُ نجيءْ نغماً في الشطّ يُضيء من أجنحةِ الغيمِ الأزرقْ * سَمّوْنَا: حُورَ الماء كنا حلم الشعراء غنوا.. سبحوا بجدائلنا سرقوا كلماتِ رسائلنا ونروحُ هنا ونجيءْ نغماً في الشطّ يُضيءْ والأفقُ لنَزْوتِنا زَوْرَقْ * الشاعر: يا إلاهاتِ الهوى.. هذا ربابي! وبقايا من لهيبٍ وترابِ قطرةً من رَوْعةٍ في وَتَري يا إلاهاتُ.. ونَضَّرْنَ يبابي! ... الحوريات: سَمّونا حور الماءْ وندامانا الشعراءْ مَرَّ "الملكُ الضِلّيلُ"* بنا وجميل بثينة.. كان هنا ومجانينُ الفَلَواتْ* وقوافلُ من زَفَراتْ ما زالت في نَهْدٍ تشْهَقْ * أبدَعناكُمْ وتراً وترا أعطينا الأجفانَ السّهرا لم نبخلْ بالجسدِ البضِّ من قُبلتِنا عطر الأرضِ قطّرنَا اللذة في الحبِّ وأعرْنا النّبضةَ للقلْبِ وبقيتُمْ شوقاً يتحرّقْ ... الشاعر: قُدِّسَ السرُّ الذي تَحْمِلْنَهُ! قُدِّسَتْ فتنتُهُ أمُّ العذابِ! يا إلاهاتِ الهوى.. هذي يدي لهفةٌ ضارعةٌ، هذا سَرَابي! ... حورية أولى: لا تلمسْ بالفاني جسدي خُذني همساً خلف الأبدِ تعطَى شفتي وتُباحْ من يملِكُ ظِلَّ جَناحْ تَتَلوَّى كالأَفعى الرّغبَةْ فافتح لي جنّتكَ الرحبَهْ وتعالَ بأغنيةٍ نَغْرَقْ ... حورية ثانية: أترنّحُ مثلَ شِراعْ أتعرّى مِثْلَ شُعاعْ لا أُومِنُ بالحُلُمِ الأخضرْ الأرضُ لنا.. هيا نَسْكَرْ الأرضُ تمدُّ ذِراعيها أشواقي منها وإليها في صدري لَيْلُكَ.. لا تأرَقْ ... الشاعر: يابْنَةَ الماءِ.. تعرّيْ فِتنةً اوفرِ في هاجساً خلفَ الضبابِ أنتِ ينبوعي.. وطاغٍ عطشي وأنا وحدي أختارُ شرابي ... حورية ثالثة: في فجرِ الحبّ.. غريراتُ تتفجّرُ، تغلي الصّبَواتُ الشطُّ الصامتُ وشوشني: ما جدوى النسمةِ تلمِسُني.. وتطيرُ بلا أصداء يملأُنَ حياة الماء يسقينَ من الظّمأِ الأعمقْ؟ ... الحوريات: أين "الملكُ الضلّيلْ"؟ جُوعٌ في الرملِ قتيلْ أين الآتونَ على الدربِ؟ للنشوةِ نحنُ، وللحُبِ لا تنطفئُ الزّفراتْ وضفائرُنا عطِراتْ الموجةُ تهتِفُ.. فَلْنَغرقْ! *** "تنسحب عرائس الماء.. الواحدة بعد الأخرى.. ثم تتوارى بين النخيل." *** الشاعر: قُدّسَ الُحسنُ.. تعالى عَرْشُهُ جسداً بَضّاً وريعانَ شبابِ يا بناتِ الماء.. طاغٍ عطشي وأنا وحدي سأختارُ شرابي