مناقب الإمام علي كرم الله وجهه قال الحارث بن مالك: أتيت مكّة فلقيت سعد بن وقّاص، فقلت: هل سمعت لعليّ منقبة ؟ قال: شهدت أربعاً لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من الدنيا أُعمّر فيها مثل عمر نوح عليه السلام: الأُولى: إنّ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش، فسار بها يوماً وليلة، ثمّ قال لعلي: «اتبع أبا بكر فخذها فبلّغها، وردّ عليّ أبا بكر»، فرجع أبو بكر، فقال لرسول الله: أنزل فيَّ شيء ؟ قال: «لا إلّا خير، إلّا أنّه ليس يبلّغ عنّي إلّا أنا أو رجل منّي ـ أو قال: من أهل بيتي ـ». الثانية: كنّا مع النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين فنودي فينا ليلاً: ليخرج من في المسجد إلّا آل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين وآل علي. فخرجنا نجرّ نعالنا، فلمّا أصبحنا أتى العباس النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين فقال: يا رسول الله، أخرجت أعمامك وأصحابك، وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين: «ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام، إنّ الله هو الذي أمر به». والثالثة: إنّ نبي الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين بعث عمر وسعد إلى خيبر، فخرج عمر وسعد، فرجع عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين: «لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله...»، إلى أن قال: فدعا علياً، فقالوا: إنّه أرمد، فجيء به يُقاد، فقال له: «افتح عينك» قال: «لا أستطيع» قال: فتفل في عينيه ريقه، ودلّكهما بإبهامه، وأعطاه الراية. والرابعة: يوم غدير خم، قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين فأبلغ، ثمّ قال: «أيّها الناس، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ ثلاث مرّات، قالوا: بلى. قال: «أدن يا علي»، فرفع يده ورفع رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين يده حتّى نظرت إلى بياض إبطيه، فقال: «من كنتُ مولاه فعليّ مولاه» حتّى قالها ثلاث مرّات.