مقتطفات من أشعار غازي القصيبي برقية عاجلة إلى بلقيس ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟! أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟! ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعـني ! وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا ) وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا ! بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! )) قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟! )) و غدا..! الدجى شوق و عطر و وتر و دنا منا القمر و امتطينا الحلم مهرا و انطلقنا في متاهات القدر لا تقولي الآن شيئا طالما ضقت بحمل الكلمات كاذبات.. خائنات.. خادعات و لنعش أعنف أسرار الحياة لحظة ما شابهتها اللحظات * * * و غدا... نرجع من عبقر لا شيء لدينا غير ومض باهت في مقلتينا و بقايا رعشة في شفتينا و غدا نرسف ما بين الجموع بقيود الندم الفظ.. و نقتات الدموع فكأنا ما التقينا * * * و غدا... نرجع للعرس الحزين في ضفاف الميتين الألى لم يدفنوا.. يسعون في الأرض الحيارى الضائعين و غدا نذكر جوع الفقراء و عذاب البؤساء و غدا تلمسنا الحمى فننهار كباقي الأشقياء حسبي و حسبك ! لمي ضفائرك الشقراء و ابتعدي أخشى عليك اللظى الموار في جسدي أخشى عليك معاناتي.. مكابرتي تمزقي.. يقظة الآلام في سهدي تشردي في بلاد الله أذرعها خطوي جريح.. و قلبي نابض بيدي * * * يا زهرة بطيوب الصبح عابقة إني أتيت و ريح الليل في كبدي يا ضحكة بالصبا الممراح ضاخبة أما رأيت خيوط الدمع في كمدي؟ و يا حمامة دوح تستريح على فخ من الشوق.. إن لم ترحلي تصدي * * * حسبي و حسبك حلم في تنفسه ما في العوالم من طيب و من رغد عشنا على راحتيه نشوة ضحكت لنا.. و ما ابتسمت قبلا على أحد ما كان يوما و لا يومين موعدنا بل كان عمرا و عشناه الى الأبد يارا.. و الرحيل "أبي! ألا تصحبنا؟ إنني أود أن تصحبنا... يا أبي!" و انطلقت من فمها آهة حطت على الجرح.. و لم تذهب و أومضت في عينها دمعة مالت على الخد.. و لم تسكب و عاتبتني-كبرت دميتي- و هي التي من قبل لم تعتب "أهكذا تهجرنا يا أبي لزحمة الشغل و للمكتب؟" * * * يا أجمل الحلوات.. يا واحتي عبر صحاري الظمأ الملهب أبوك مذ أظلم فجر النوى يعيش بين الصل و العقرب يضحك.. لو تدرين كم ضحكة تنبع من قلب الأسى المتعب يلعب.. و الأحزان في نفسه كحشرجات الموت لم تلعب يود-لولا الكبر-لو أنه أجهش لما غبت... لا تذهبي! * * * يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي أبوك في المكتب لما يزل يهفو إلى الطيب و الأطيب يصنع حلما: خير أحلامه أن يسعد الأطفال في الملعب من أجل يارا و رفيقاتها أولع بالشغل... فلا تغضبي