1. This site uses cookies. By continuing to use this site, you are agreeing to our use of cookies. Learn More.

زواجه بخديجة - مقتطفات من حياة الرسول عليه و على آله و صحبه الصلاة و السلام

Discussion in 'السيرة النبوية' started by mannan, 10/3/12.

  1. mannan

    mannan Administrator Staff Member

    زواجه بخديجة



    و يبدو على الرغم من تجارة محمد المحدودة إلا انه اكتسب فيها شهرة كبيرة لأمانته و شرفة المشهود له بهما في مجتمعة و من ثم كان الكثير من تجار مكة يعرضون عليه العمل لهم في تجارتهم مقابل أجر أكبر من أقرانه

    و كانت خديجة بنت خويلد أحد أشراف مكة و من اكبر تجارها تستأجر الرجال ليتاجروا بما لها في أسواق الشام و الحبشة مقابل أجر لهم , و لما سمعت عن شهرة محمد تمنت أن يكون أحد رجالها –و كان يومها في الخامسة والعشرين من عمره–فعرضت علية أن يخرج لها في تجارة إلى الشام على أن تدفع له أجر رجلين فقبل محمد و خرج في تجارتها و معه غلامها ميسرة و ابتاع و اشترى و عادت تجارته رابحة بأكثر مما كانت تتوقع خديجة, و أثنى خادمها على محمد ثناء مستطابا
    و بنظرة متأنية في أمر هذه الرحلة يتضح أنه عليه السلام لم تكن هذه أول رحلة إلى الشام بعد رحلته مع عمه أبى طالب , فخبرته بالطريق و المسالك المؤدية إلى الشام , و كذلك خبرته بطريقة البيع و الشراء التي عليها أهل الشام , و شراؤه السلع من الشام يروج بيعها في مكة كل ذلك يعطينا الحق في أن نقول أن محمدا قد قام بأكثر من رحلة إلى الشام قبل رحلة خديجة اكتسب فيها كل هذه الخبرة و المهارة و للأسف لم تسعفنا المصادر التاريخية بشيء من ذلك
    و كانت خديجة في ذلك الوقت أرملا بلا زوج و قد عرض الكثير من أشراف مكة الزواج منها فلم تقبل لأنهم يطمعون في ثرواتها , و لكنها سمعت عن محمد صلى الله عليه و سلم من حلو الشمائل و جميل الصفات و ما أغبطها و تأكدت من ذلك بعد ان عمل لها في تجارتها و رأت عن قرب من صفاته أكثر مما سمعت و لم يك إلا رد الطرف حتى انقلبت غبطتها حبا جعلها تفكر في أن تتخذه زوجا , و سرعان ما ظهرت الفكرة إلى حيز التنفيذ فعرضت عليه الزواج بواسطة إحدى صديقاتها فوافق و تزوج بها وفقا للعادات المتبعة في زواج الشرفاء من أهل مكة حيث تبدأ بخطبة من أهل العريس يوضحون فيها رغبة إبنهم في الزواج من العروس و يسمون المهر فيرد أهل العروس بخطبة أخرى يوافقون فيها و يباركون الزواج
    و تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة فولدت له أولاده كلهم ما عدا إبراهيم فإنه من ماريا القبطية ولدت له من الذكور القاسم و به كان يكنى و عبد الله و هو الملقب بالطيب و الطاهر و قيل أن الطيب و الطاهر أسمان لولدين آخرين و لكن الأول هو الأشهر كما ولدت له من الإناث زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة
    و المشهور عند المؤرخين أن محمدا صلى الله عليه و سلم تزوج خديجة وعمره خمسة وعشرين عاما و عمرها أربعين عاما, و لكن ابن عباس يروى أنها تزوجت الرسول و عمرها ثمانية و عشرين فكانت أكبر من الرسول بقليل, و هذه الرواية لها ما يؤيدها من تاريخ أم المؤمنين رضى الله عنها فالمعروف أنها أنجبت عبد الله بعد البعثة النبوية و لذا لقب بالطاهر الطيب , و لما كانت البعثة النبوية بعد زواجها بخمسة عشر عاما فعلى رواية الأربعين يستلزم أن يكون عمرها عند إنجابه أكثر من خمس و خمسين سنة , و كيف تنجب سيدة في ذلك السن, لذلك كانت رواية ابن عباس أقرب إلى الصحة خلافا لما عليه كثير من المؤرخين و إذا صح ما جاء في اليعقوبى من أن الرسول تزوج و عنده ثلاثون سنة و حاولنا عقد مقارنة بينه و بين رواية ابن عباس لا تضح لنا أن الرسول الله صلى الله عليه و سلم كان وقت زواجه أكبر من خديجة بعامين و على أية حال فقد كان زواجها مباركا و موفقا للغاية فقد وجد محمد في خديجة سكنا و سندا و رفيقا و وجدت خديجة في محمد زوجا بارا كريما فوقفت بجانبه تؤازره وتناصره مما جعله يثني عليها دائما بالخير ولم يتزوج عليها طوال حياتها ويقفز المؤرخين قفزة زمنية واسعة امتدت عشر سنوات من عمر الرسول من الخامسة والعشرين إلى الخامسة والثلاثين, لم يذكروا عنه فيها شيئا وإن كان من المسلم به أنه لم ينقطع عن مخالطة أهل مكة والأخذ معهم بنصيب الحياة العامة وساعدته ثروة زوجته في تأمين حياته ومن ثم وجد وقتا أوسع للتفكير و التأمل والتدبير , وكأني بخديجة وقد عرفت فيه هذا الرغبة فهيأت له ما يساعد عليها
     

Share This Page